الخميس، 28 يوليو 2011


كارلوس لاتوف : فنان عالمي تنبأت ريشته بالثورة المصرية

أيمن السكري
19 يوليو, 2011
FacebookPrintShare
إذا كنت ممن نزلوا ميدان التحرير أو أي من ميادين مصر العامرة أيام الثورة فلا بد أنك شاهدت صورة او كاريكاتيرا من أعمال هذا الفنان ترفعها الجماهير صارخة بالحرية.
أول مرة عرفته فيها كانت قبل الثورة بأيام حينما وجدت منشورا على صفحة كلنا خالد سعيد صورة لخالد سعيد عملاقا يمسك قزما مذعورا يشبه مبارك.
إنه كارلوس لاتوف رسام الكاريكاتير العالمي والذي عرف في المنطقة العربية بشدة مؤخرا، وكارلوس هو مصمم جرافيك موهوب، ورسام كاريكاتير ذو قدرات كبيرة وقد ولد في ( ريو دي جانيرو) فى البرازيل عام 1968، وهو كما يصف نفسه شخصية مثيرة للجدل، يعشق الحرية والحالمين بها ويبغض الظلم والظالمين فى أي مكان فى العالم كان، يسير على خطا جيفارا ويتمثل شعاره: ” انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى كل مظلوم في هذه الدنيا فاينما وجد الظلم فذاك هو وطني”.
التزم كارلوس لاتوف بالقضايا الإنسانية العادلة، وسخر رسوماته لتكون لسان المظلومين والمضطهدين فى كل مكان، وصرخات فى وجه الطغاة والظالمين لا فارق عنده بين قضية عنف رجال الشرطة في البرازيل أو قضية المهمشين في التبت أو قضية الاحتلال الإسرائيلي والأميركي في كل من فلسطين والعراق، أو ثورة المصريين على نظامهم الديكتاتوري الغاشم.
قام كارلوس بجولة سياحية أوائل التسعينات في الضفة الغربية لمدة 15 يوما، وزار بعدها لبنان وبعض دول الجوار، ويبدو أن لتلك الجولة أثرها الذي لا يُنسى عليه، وعبر عن تأثره هذا بقوله:
الأمر يكون مختلفًا تمامًا حينما تقرأ عنهم ثم تشاهد بنفسك ما يحدث على أرض الواقع، خاصة بعد زيارتي للضفة الغربية ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالأردن ولبنان، حيث زادت قناعتي بعدها بالتضامن مع القضية الفلسطينية، وصارت أقوى مما كانت عليه.
وظهر هذا جليا فى أعماله التالية، فقدّم مجموعة خاصة من الرسومات عن فلسطين أسماها “أنا فلسطيني”، والتى عرضته لحملة تحريض عنيفة على موقع الليكود الصهيوني بحجة معاداة السامية، وبسبب أنه أعلن تعاطفه مع معاناة الشعب الفلسطيني وشبهها بمعاناة المضطهدين في جميع أنحاء العالم عبر التاريخ، ووصف اليهود بأنهم انقلبوا على أنفسهم ووصف المحارق التى تسببوا فيها للفلسطينين بأنها لا تقل بشاعة عن المحارق التى صنعها هتلر لهم.
لاتوف والثورة المصرية
وقف لاتوف موقفا ايجابيا واضحا منذ بداية الثورة المصرية ودعمها بكل قوته، وكان في طليعة النشطاء الذين تظاهروا تضامنا مع الثورة المصرية أمام القنصلية المصرية في ريو دي جانيرو، وعبر عن دعمه وتأييد للثورة المصرية صريحا بما كتبه على حسابه فى تويتر أيام الثورة المصرية: إذا كنتم ستكتبون أي شيء عني اليوم فلا تقولوا: الفنان البرازيلي، فاليوم أنا مصري من القلب.
ويؤكد لاتوف على اهمية دور الكاريكاتير فى صناعة الأحداث ونشر الوعي بين الناس وفضح أكاذيب الساسة والطغاة، وإعطاء دفعات معنوية للنشطاء، كذلك يمكنه السخرية من السياسيين بشكل أقوى. ويدلل على ذلك أنه حينما حدث الانقلاب العسكري في الهندوراس أواخر يونيو 2009 كان أول شخصين تم إلقاء القبض عليهما بواسطة الجيش هما مانويل زيلايا -رئيس الجمهورية- وآلان ماكدونالد، رسام الكاريكاتير الهندوراسي المعروف!!
وبسبب آرائه ومواقفه الجرئية، لم تسلم مسيرة لاتوف من العقبات المتتالية فقد تعرض للاعتقال في بلده ثلاث مرات بسبب رسم كاريكاتيرات ضد وحشية الشرطة في ريو دي جانيرو. وذلك بعد أن انتشرت ملصقات رسوماته بين الناس وفي الشوارع مما جعل الحاكم نفسه سيرجيو كابرال فيليو يأمر بإزالتها.
ويري أنه يشعر من داخله انه لم يقدم سوي القليل جدا، ويتمني أن يظل مشاركا فى كل تظاهرة متضامنة مع كفاح الشعوب المظلومة، كتب في صفحته الشخصية على تويتر: “أعتذر من الشعب اليمني لأنني تأخرت في دعم نضاله السلمي وأتمنى أن أكون مفيداً بهذه الرسومات”، وأتمني أن تُرفع رسوماتي من قبل المتظاهرين في صنعاء، وعدن، وتعز وغيرها من المحافظات لتوجه عبرها رسالة من البرازيل إلى الرئيس اليمني “بضرورة الرحيل” و”التوقف عن الأكاذيب”.
وانتشرت رسومات لاتوف مؤخرا بشكل كبير بين الشباب العربي على الانترنت وذلك لقراءته الواعية وأعماله المتميزة المتماشية مع تطورات الأحداث سواء فى مصر أو غيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق