الجمعة، 8 يوليو 2011

صالح يظهر مصابا بحروق بالغة ويدعو إلى الحوار والمشاركة


صالح يظهر مصابا بحروق بالغة ويدعو إلى الحوار والمشاركة
صنعاء/عدن - وكالات : 8/7/2011
ظهر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مساء أمس الخميس، للمرة الأولى منذ إصابته قبل اكثر من شهر، على التلفزيون اليمني مصابا بحروق بالغة في الوجه واليدين، ووجه كلمة إلى الشعب دعا فيها إلى الحوار والمشاركة.
وأعلن صالح أنه خضع لأكثر من ثماني عمليات جراحية ناجحة، مؤكدا دعمه للجهود السياسية التي يبذلها نائبه في صنعاء وشكره للسعودية.
وفور ظهوره، أطلقت الأعيرة النارية والألعاب النارية بكثافة في صنعاء وباقي المدن الكبرى ابتهاجا بظهور الرئيس والذي أتى بعد اكثر من شهر من الصمت في ظل سيل من التكهنات والمعلومات المتضاربة حول مدى خطورة وضعه الصحي وعودته المفترضة إلى اليمن.
لكن صالح لم يعلن موعدا لعودته إلى صنعاء، علما أنه غادر بلاده إلى السعودية في الرابع من حزيران/يونيو غداة إصابته في هجوم استهدفه في مسجد القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية.


* * * الشعب اليمني صامد * * *

وقال صالح في الكلمة التي بثها التلفزيون الرسمي اليمني إن (شعبنا اليمني صامد وسيظل صامدا متحديا كل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديموقراطية والأمن والاستقرار).
وأضاف (لقد فهم البعض الديموقراطية فهما خاطئا من خلال ممارسات خاطئة (مثل قطع الطريق، قطع البترول والمازوت والديزل والغاز وإقلاق الحالة الأمنية الذين يطالبون فيها من اجل الشراكة).
وأضاف (نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون. نرحب بالشراكة على أسس ديموقراطية، دستور الجمهورية اليمنية الذي قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الأخر ... لكن هذا هو الرأي والرأي الأخر هو الذي يقومون به من قطع الطرقات لإخافة ... وإقلاق عامة الناس).


* * * صالح محروق تماما * * *

وبدا صالح محروق الوجه تماما، وكان يرتدي جلبابا ابيض بدت يداه من تحته مضمدة بشكل كامل، كما اعتمر كوفية حمراء لفت على رأسه لإخفاء حروق فروة الرأس.
واعتبر صالح في كلمته أنه (لا بد من إعادة نظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول دون تعاطف أو مجاملة).
وتساءل (أين الرجال الواعون، الرجال الثاقبون، أين الرجال المؤمنون، أين الرجال الذين يخافون الله، لماذا لا يقفون مع الحوار ومع الوصول إلى حلول مرضية).


* * * دعوة للمشاركة بالحكم * * *

وأكد (نحن مع المشاركة، مع مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه ... برنامج يكون قاسما مشتركا لكل الشعب اليمني، ليس كل واحد يفرض رأيه ولا حاجة ليلوي كل أحد ذراع آخر... هذا مفهوم متخلف وجاهل).
واتهم صالح (عناصر الإرهاب) والعناصر (المرتبطة بعناصر الإرهاب) باستهدافه، دون أن يدلي بإيضاحات إضافية.
وكان صالح توجه بكلمه صوتية مقتضبة ليلة إصابته في الثالث من حزيران/يونيو، وأشار حينها بأصابع الاتهام إلى معسكر آل الأحمر القبلي الذي كان يخوض حينها مواجهات مع القوات الموالية للرئيس.
إلا أن مسؤولين يمنيين أثاروا إمكانية تورط تنظيم القاعدة في العملية.
وقال صالح في كلمته المصورة (أجريت اكثر من ثماني عمليات ناجحة، من الحروق نتيجة الحادث)، مشيرا من جهة أخرى إلى أن عمليات أجريت (لعدد من المسؤولين منهم رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ... ومحافظ صنعاء ... هم في حدود اكثر من 87 شخصا أصيبوا في هذا الحادث، منهم من استشهد من الضباط ومنهم من جرح ولكن بإيمانهم وصبرهم وحبهم للوطن هم مستعدون لان يقدموا مئات الشهداء لهذا البلد).
وقال: (تحية لهؤلاء الأبطال الذين صمدوا وواجهوا التحدي بالتحدي وسنواجه التحدي بالتحدي). ووجه صالح (الشكر التقدير والاعتزاز) إلى المؤسسة العسكرية (التي وفقت إلى جانب الشرعية الدستورية).
كما وجه الشكر إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي (على كل جهوده التي يبذلها من اجل رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي وندعو له بالتوفيق).
ويتولى هادي بموجب الدستور مهام الرئيس في غيابه، إلا أن المعارضة تتهم أبناء وأقرباء صالح الذين يتولون المناصب الرفيعة في المنظومة العسكرية الأمنية بأنهم الحكام الفعليين لليمن.
وتطالب المعارضة بان يتم نقل السلطة مباشرة إلى هادي بموجب المبادرة الخليجية في ظل غياب صالح.


* * * شكر لخادم الحرمين * * *

وقال صالح: (اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وقيادة المملكة على الرعاية الكريمة ... استحصلنا على عناية كاملة ورعاية رائعة).


* * * هادي يقدم للمعارضة مُبادرة بديلة للمبادرة * * *

من جانبه، أعلن مصدر في المعارضة أمس الخميس أن القائم بأعمال الرئيس اليمني قدم خطة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد ستبقي الرئيس على عبد الله صالح في السلطة لفترة أطول مما اقترحته مبادرات سابقة.
وصالح الذي سافر إلى السعودية الشهر الماضي بعد محاولة لاغتياله، أثار غضب عشرات ألوف اليمنيين بتشبثه بالسلطة رغم الضغوط الدولية وستة أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما.
وفشلت ثلاث مرات مبادرة لدول مجلس التعاون الخليجي اقترحت تنجي صالح بعد 30 يوما من توقيعها عندما تراجع صالح في اللحظة الأخيرة مما ترك البلاد في مأزق سياسي.
وقال زعيم بالمعارضة إن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يدير شؤون البلاد أثناء علاج صالح في الرياض قدم للمعارضة مُبادرة بديلة للمبادرة الخليجية.
وقال الزعيم المعارض الذي تحدث إلى وكالة (رويترز) مُشترطا عدم الكشف عن شخصيته بعد الاجتماع مع هادي: (جوهر هذه الأفكار هو بدء الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة انتقالية بقيادة المعارضة وتغيير مواعيد انتخابات الرئاسة من 60 يوما لفترة أطول دون نقل السلطة بشكل كامل لنائب الرئيس).
والخطة الجديدة خطوة للوراء بالنسبة للمعارضة التي تطلعت إلى أن عهد صالح قد ولى عندما غادر اليمن لتلقي العلاج بعد إصابته بجروح اثر انفجار قنبلة في قصره الرئاسي.
وقال عضو كبير آخر في المعارضة انهم لن يتراجعوا. وأضاف (مستعدون للتجاوب مع المبادرة بشرط أن تنقل السلطة أولا لنائب الرئيس). وقال الهادي إن ذلك لن يكون سهلا.


* * * اشتباكات عنيفة بزنجبار * * *

وقُتل عشرة جنود على الأقل في هجوم جديد شنه متشددون على قاعدة للجيش قرب بلدة زنجبار الجنوبية حيث لا يزال لواء بالجيش محاصرا منذ أكثر من شهر. وقال مسؤول محلي إن المتشددين بدأوا قصف القاعدة في ساعة متأخرة الأربعاء.
وانزلق جنوب اليمن إلى العنف في الأشهر القليلة الماضية مع استيلاء متشددين إسلاميين يشتبه بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة على مدينتين في محافظة أبين المضطربة بينهما زنجبار عاصمة المحافظة.
وتخشى القوى الغربية والسعودية من أن تستغل القاعدة الفراغ الأمني في اليمن الذي سبق أن شنت منه بالفعل هجمات فاشلة على الولايات المتحدة وعلى وزير سعودي.
وفي حادث منفصل قال سكان محليون إن مسلحين مجهولين أوقفوا عربة كانت تقل جنودا ومدنيين إلى مدينة لودر والتي تقع أيضا في محافظة أبين وقتلوا عشرة جنود بالرصاص بعد أن عثروا معهم على بطاقات هوية عسكرية.
ويتهم خصوم صالح بأنه يسمح عن عمد للمتشددين بأن تكون لهم السيطرة كي يثبت للولايات المتحدة والسعودية أنه الوحيد القادر على منع استيلاء المتشددين الإسلاميين على السلطة. ويحظى صالح بدعم الولايات المتحدة بعد أن صور نفسه على أنه شريك في الحرب على القاعدة.
وقال مسؤول عسكري لوكالة أنباء سبأ الخميس إن الجيش وجه ضربة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بقتل اثنين من أعضاء القاعدة البارزين في منطقة زنجبار. وقال المسؤول العسكري في وقت سابق الخميس إن أبوخالد العسيري وهو قائد عسكري في التنظيم كان من بين 40 متشددا قتلتهم القوات المسلحة يوم الاثنين في محافظة أبين.
وفي مراكز الاحتجاج مثل العاصمة صنعاء ومدينة تعز الصناعية تسود مواجهة متوترة بين الموالين لصالح ورجال قبائل مسلحين تولوا مسؤولية الدفاع عن المحتجين.
ولكن هناك علامات على أن الهدوء غير المستقر لن يستمر إلى أجل غير مسمى.
وقالت وكالة أنباء سبأ إن جُنديين قُتلا وأُصيب خمسة آخرون في تعز في اشتباكات في ساعة متأخرة يوم الاربعاء مع ميليشيا مسلحة موالية للمعارضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق