لم تستطع الأحداث السياسية المتلاحقة التي تشهدها مصر أن تطفئ نورًا داخل عقول شباب مصري حاول إيقاظ أمل غائب في نفوس المصريين نحو تقدم علمي يضاهي الدول المتقدمة في ظل إحباط سياسي ووضع مأزوم أصاب كثير بالإحباط.. فاستطاع شباب مبدعون خلال عام 2012 أن يثبتوا قدرتهم على التغيير الحقيقي، واعتلوا منصات التتويج خلال مسابقات إقليمية وعربية بابتكارات قادرة على إفادة المجتمع وتقدمه للأفضل.
أول رائد فضاء من العناكب
في شهر نوفمبر أعلنت رائدة الفضاء «سونيتاويليامز» بالمحطة الدولية «ناسا» عن نجاح تجربة الطالب المصري عمرو محمد في تمكن العنكوبوت «نفرتيتي» من التكيف في الفضاء الخارجي.
وكان قد تساءل «عمرو» في مشاركته حول ما إذا كان بمقدور أحد أنواع العناكب، العنكبوت النطاط، تغيير أساليب الصيد التي يتبعها في بيئة جديدة وما إذا كان سيتمكن من التكيف مع هذه البيئة أم لا.
وعاد العنكبوت النطاط الذي ينتمي لفصيلة Phidippusjohnsoniمن رحلة في الفضاء استغرقت 100يوم في صحبة أحد العاملين على متن محطة الفضاء الدولية.
تم اختيار فكرة الشاب السكندري عمرو محمد البالغ من العمر 18 عامًا لتنفيذ تجربة عنها خلال مشروع علمي ومسابقة على مستوى العالم تُعرف باسم YouTube Space Lab لتتحول الفكرة إلى مهمة استكشافية في الفضاء من تصميم مركز BioServe Space Technologies.وقد نجحت الفكرة وأضافت شيئًا جديدًا إلى المعارف المتوفرة عن هذه المخلوقات المثيرة، ويعد هذا العنكبوت أول عنكبوت نطاط يعود من الفضاء وينجح في التأقلم من جديد مع الحياة على الأرض.
تطبيق محمول لخدمة الحالات الصحية الحرجة
وفي شهر يوليو حقق الفريق المصري Vivid من جامعة عين شمس المركز الأول فى المنافسات النهائية لمسابقة «كأس التخيل» التي استضافتها مدينة سيدني الاسترالية، في فرع تحديات تطبيق الموبايل بتطبيق لخدمة أصحاب الحالات الصحية الحرجة.
ويقول نور الدين محمود، أحد أعضاء الفريق: «سعادتنا بالمركز الأول على مستوى العالم لا يمكن وصفها، فهذا إنجاز كبير ليس للفريق فقط ولكن للجامعة التي ننتمي إليها ولمصر أيضا، هذه الجائزة تؤكد أن العقول المصرية قادرة على مواجهة التحدى وإثبات تميزها على مستوى العالم».
طريقة جديدة لمنع سقوط الطائرات
من رحم المعاناة يولد النجاح .. كانت معاناة محمد علاء الدين الطالب المصري الذي لم يتجاوز الـ18 عاما لسقوط أحد أفراد عائلته ضحية لحادثة سقوط الطائرة «بوينج بي767-300» عام 1999 مع 217 شخصًا آخرين سببا في أن تولد فكرته في ابتكار طريقة جديدة لمنع سقوط الطائرات.
وقال طالب المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا المعلومات بالإسماعيلية: «تقوم دراستي على زيادة معدلات الأمان داخل جسم الطائرة وذلك عن طريق استخدام عومات Airbags مزودة بغازالهيليومذوكثافة 250Kg\m3 أقل من كثافة الهواء الجوي توضع داخل أسطوانات مضغوطة عند درجة 400psi أسفل جسم الطائرة والتي تؤدي إلى خفض وزن الطائرة في حالة سقوطها لأي خلل ما يجعلها تطفو مرة أخرى نتيجة أنها أخف وزنًا من الهواء».
أضاف: «وبالرجوع الى نتائج حوادث الطائرة طراز A320 والتى قام عليها البحث فإن سرعة السقوط عند وقوع الحادث VT= 463.75M\S في زمن T= 47.3S وعند استخدام عوامات الهيليوم فإن كثافته القليلة تؤدي إلى خفض وزن الطائرة فى الهواء».
وقال محمد علاء: «كان لوقوع أحد أفراد عائلتي مع الطيار المصري جميل البطوطي ضحية سقوط الطائرة أثر نفسي رهيب وإلهام في نفس الوقت للعمل على منع تكرار تلك الحوادث التي بلغت 483 طائرة في 9 سنوات».
البترول ليس فقط في الآبار
ولم يكن بعد المسافة عائقا أمام الطالبين محمود رفعت من الإسماعيلية و أحمد هاني من القاهرة للإجابة على سؤال «ما مصير العالم بدون النفط؟» بعد تأكيد دراسة لعلماء الجيولوجيا بأن مخزون البترول سينتهي عام 2050.
استطاع الطالبان من خلال بحث علمي، الحائز على المركز الأول بإحدى جوائز العلوم العربية، إيجاد طريقة بديلة للحصول على مشتق «الأوكتان» بصورة متجددة دون اللجوء إلى عملية التنقيب.
ويقول الطالبان إن الدراسة الحالية تعمل على الوصول إلى منتج «الأوكتان» عالي الجودة باستخدام مواد رخيصة التكلفة ومتاحة في البيئة المصرية مثل الفحم وغاز الهيدروجين من خلال إخضاع عنصر الكربون لعملية التأين وصولا به إلى مركب «الأوكتان» المستخدم كوقود.
أضافا «اتبعنا المنهج النظري باستخدام برامج المحاكاة ولإنتاج لتر من الأوكتان يحتاج ذلك إلى 8 مول من الكربون و9 مول من الهيدروجين ومرورًا بأربعة مراحل تتم العملية المكونة من 8 أجزاء متصلة حتى يتكون الأوكتان C8 H8 .
البناء بمخلفات الهدم
وكان التحدي الأكبر للطالب السكندري عبدالرحمن محمد السيد في أن يجد حلال للمعادلة الصعبة في كيفية الاستفادة من نفايات ومخلفات الهدّم الأسمنتية والخراسانية، بعد أن أصبحت هدفا من الأهداف القومية، ومن خلال إعادة تدوير تلك النفايات مرة أخرى وإعادتها إلى عناصرها الأولية لاستخدامها في العديد من الصناعات نجح ابن مدرسة «هدى شعراوي» الثانوية في الوصول لهدفه.
واستطاع عبد الرحمن من خلال ابتكاره، أن يستخدم حمض النيتريك الذي استجاب لهدفه بعد عدة محاولات وتجارب وأظهر النتائج أن تفاعل الأسمنت مع النيتريك كان تفاعل طارد للحرارة، ما يمكن توليد الكهرباء من خلال.
وقال عبد الرحمن «باستخدام تقنية امتصاص أشعة إكس تم استنتاج أن حامض النيتريك نجح في تحليل الخرسانة إلى عناصره الأولية وهي الحديد و سيليكا و ألومنيوم، والتي يمكن إعادة استخدامها في العديد من الصناعات نظرا لعلو درجة نقائها».
زيت حبة البركة قاتل طبيعي للبكتيريا
من المعروف أن حبة البركة السوداء إحدى هبات الطبيعة للإنسان من المعروف قدرتها على معالجة الجروح القطعية وبعض أمراض المعدة لكن طالبة الصف الثالث الثانوي يارا أحمد كمال كان لها رأي جديد بإثبات أن زيت الحبة السوداء لها قدرة فائقة على مقاومة البكتيريا و الفطريات المنعزلة سريريا.
وتقول يارا عن مشروع بحثها، الحائز على إحدى جوائز العربية للعلوم،: «أصبحت زيادة المقاومة البكتيرية و الفطرية تجاة المضادات الحيوية مشكلة خطيرة و لقد أظهر زيت حبة البركة قدرة فائقة على مقاومة البكتيريا و الفطريات المنعزلة سريريا ويهدف مشروعي إلى استخدام زيت حبة البركة كمنتج طبيعي للبحث في نشاطه تجاه الانعزلات السريرة الممرضة من الفطريات».
يشار إلى أن الطلاب محمد علاء ويارا وأحمد هاني و محمود رفعات تنافسوا ضمن نهائيات مسابقة «إنتل للعلوم – العالم العربي» بالمشاركة مع وزارة التعليم الإماراتية ومنظمة اليونسكو مع 69 ابتكارًا من 110 طلاب مبدعين من 11 بلدًا عربيًا.
شبكة كهرباء ذكية
وحصل الفريق المصري future Grid، والذي يمثله مينا جرجس وعبد المنعم عاطف، على المركز الرابع في مسابقة I2P العالمية لشباب المخترعين بالسويد في شهر ديسمبر، وذلك عن مشروعهم (شبكة الكهرباء الذكية)، حيث قدم المشروع حلاً مبتكرًا لمشكلة الكهرباء في مصر.
ودخل الفريق المصري منافسات المسابقة التي جرت خلال الفترة من 15 حتى 17 نوفمبر الماضي تحت إشراف الدكتور علاء حمدي والدكتور سمير جابر، وأعرب الفريق عن سعادته البالغة بتحقيق هذا المركز، وتمثيلهم المشرف لمصر وأفريقيا.
من جهته، قال مينا جرجس، أحد أعضاء الفريق المصري، إن فريقنا قد تقدم للمسابقة بمشروع التخرج الذي قمنا به خلال دراستنا الجامعية وخضنا التجربة أمام فرق كبيرة ذات خبرات عديدة، موضحًا أن الفريق خاض المسابقة أمام 4 فرق عالمية من أمريكا والسويد، بمشروع (شبكة الكهرباء الذكية) وهو ابتكار جديد يساهم في حل مشكلة الكهرباء التي تعاني منها مصر في الفترة الحالية، حيث يعمل على توفير استهلاك الطاقة الكهربائية، من خلال حلول جديدة تعتمد على العداد الذكي، لترشيد استخدامات الطاقة.
ومن ناحيته، قال عبد المنعم عاطف، الممثل الثاني بالفريق، إن فكرة المشروع تعتمد على إنهاء أزمات الكهرباء المتكررة في مصر، دون الحاجة لتغيير النظام الكهربائي بالكامل، وذلك عن طريق استخدام عداد كهربائي ذكي، يتم توصيله بأجهزة اتصال لاسلكية يمكنها الاتصال بكل الأجهزة الكهربائية المنزلية، بحيث يمكنه التحكم في استهلاك الطاقة، وفصل أحد هذه الأجهزة بعينها، لتخفيف الحمل الكهربائي، دون الحاجة لفصل التيار عن المنزل أو العقار بالكامل.